قال مجلس الوزراء التونسي -الذي ترأسه لأول مرّة رئيس البلاد الباجي قايد السبسي- عشية الأربعاء 11مارس2015 إن ‘الحرب على الإرهاب معركة طويلة وشاقة، وتقتضي تضافر الجهود وتعزيز الوحدة الوطنية’.
قال مجلس الوزراء التونسي -الذي ترأسه لأول مرّة رئيس البلاد الباجي قايد السبسي- عشية الأربعاء 11مارس2015 إن ‘الحرب على الإرهاب معركة طويلة وشاقة، وتقتضي تضافر الجهود وتعزيز الوحدة الوطنية’.
يأتي ذلك بعد مقتل أربعة عناصر من الحرس الوطني في تونس (الدرك) في هجوم استهدفهم في مدينة بولعابة في ولاية (محافظة) القصرين قرب الحدود مع الجزائر (غرب البلاد).
وذكرت وكالة الأنباء التونسية الرسمية أن المجلس تعهد -في بيان- بـ’ملاحقة الإرهابيين القتلة في جحورهم للقضاء عليهم وتطهير البلاد منهم وبسط الأمن في كل المناطق’.
واعتبر هذا البيان أن ‘العملية الإرهابية الجبانة لن تزيد الحكومة إلا إصرارا على ملاحقة الإرهابيين، حيثما كانوا’، ودعا الجميع إلى اليقظة والاستعداد والجاهزية وطول النفس والتضحيات في الحرب على الإرهاب’.
وتعهد وزير الداخلية الناجم الغرسلي بتزويد قوات الأمن بما تحتاجه من تجهيزات وعتاد، مؤكدا أن رد وزارة الداخلية على العملية المسلحة الأخيرة سيكون قاسيا.
قوانين ومناقشة
من جهته، قال رئيس مجلس نواب الشعب (البرلمان) التونسي محمد الناصر إن ‘مشروعي قانون مكافحة الإرهاب وحماية الأمنيين وعائلاتهم يتصدران أولويات عمل المجلس في الفترة المقبلة’.
ولم يحدد الناصر سقفا زمنيا محددا للانتهاء من دراسة مشروع القانون الخاص بمكافحة الإرهاب، خاصة أنه يتضمن عدة فصول خلافية، سيتم النظر فيها قبل المصادقة على مشروع القانون.
وأضاف الناصر -في مؤتمر صحفي عقده بمقر المجلس بالعاصمة التونسية- الأربعاء نفسه أن ‘موضوع الإرهاب مهم بالنسبة إلى التونسيين بمختلف فئاتهم، وكذلك الأحزاب السياسية، ويجب أن يكون محل وفاق ودعم من قبل الجميع’.
واعتبر الناصر أن المصادقة على هذين القانونين (مكافحة الإرهاب وحماية الأمنيين) من أولويات المرحلة المقبلة، خاصة أنهما على رأس اهتمامات المواطن التونسي.
ويضم قانون مكافحة الإرهاب 136 فصلا، ناقش نواب المجلس الوطني التأسيسي ما يقارب أربعين فصلا منها.
حملات عسكرية
وتشن قوات الجيش والأمن التونسي منذ عام 2012 حملات عسكرية تعقبا لجماعات ‘إرهابية’ متحصنة في جبال الشعانبي (غربي البلاد)، متهمة بتنفيذ عمليات اغتيالات لسياسيين وقتل أمنيين وعسكريين منذ عام 2013.
وتعد عملية أمس -التي راح ضحيتها أربعة من قوات الأمن التونسي- أول ‘حادثة إرهابية’ تؤدي إلى مقتل أمنيين منذ تسلم حكومة الحبيب الصيد مهامها قبل نحو شهر.
وتقع بولعابة قرب جبل الشعانبي، الذي يتميز بوعورة تضاريسه، ويمتد على مساحة مائة كيلومتر مربع، بينها سبعون كيلومترا تغطيها الغابات.
ويعتبر الجبل الحدودي مع الجزائر معقلا لجماعة ‘جهادية’ في تونس تسمي نفسها ‘كتيبة عقبة بن نافع’، وتتعقبها قوات الأمن والجيش منذ نهاية 2012.