أوكايمدن إقليم الحوز:بعد تساقط كمية مهمة من الثلوج محطة الأكيمدن للتزحلق على الجليد تتصالح مع عشاقها..ولكن !..

الصفاء بريس:
عرفت محطة الأوكيمدن للتزحلق على الجليد تساقطات ثلجية مهمة وبكمية تصالحت من خلالها المحطة المذكورة مع عشاقها من هواة الرياضات الشتوية الذين تقاطروا عنها فرادى وجماعات من مختلف مدن المملكة.
فبعد الركود الإقتصادي الذي تجاوز مدته الزمنية جراء تأخر التساقطات المطرية عن موعدها المألوف استقطبت الأوكيمدن كما هو معلوم نهاية الأسبوع الماضي حشدا من الزوار بفئاتهم المجتمعية للإستمتاع بالحلة البيضاء لسلسلة الأطلس الكبير بقممه وسفوحه مما أعاد الدفئ للمنطقة رغما عن برودة الطقس وهذا يفسره الإنتعاش الحاصل على مستوى الحركة السياحية وما يرافقها من تحريك لعجلة الرواج التجاري محليا ولكن رغما عن تلك الحركية سجل الملاحظون إختلالات عدة نسرد منها على سبيل المثال غياب النظرة القبلية للمسؤولين اتجاه هذا المنتجع الشتوي قبل تساقط الثلوج بأيام لاستقبال زواره في أحسن الظروف الملائمة حتى لا تبقى محطة الأوكيمدن نسخة طبق الأصل للأعوام الماضية بما شهدته من استمرار لموجة الغلاء الفاحش ومن انعدام متواصل للأمن واستشراء التسيب على أكثر من صعيد. إذ يبقى في هذا السياق التلاعب بأثمنة النقل بواسطة وسائل المواصلات العمومية من طاكسيات وسيارات النقل المزدوج الحديث الطاغي على الألسنة رغما عن انخفاض سعر الغازوال إلا أن ما يتم فرضه من أثمنة خيالية عن الركاب الزبناء يهدد قدراتهم الشرائية بضربطة “الكاو”وبفعل تزايد الطلب عن وسائل النقل لإيصال الوافدين لمحطة الأوكايمدن المذكورة عبر جماعة أوريكة فإنما تشهده هذه الإخيرة كبوابة استراتيجية قد فتح الباب على مصراعيه لظاهرة النقل السري بسيارات مهترئة تدعو حالاتها الميكانيكية للشفقة وتبقى قاب قوسين أو أدنى من مخاطر الطريق والطامة الكبرى أن عدد الركاب بها يتعدى طاقته الإستيعابية ..إذا كنا نعلم بالوضعية الطبيعية للأوكيمدن كمنطقة جبلية وعرة بمنعرجاتها الخطيرة خاصة وأن الجهة الموكول لها وضع حد لتلك الآفة التي هي النقل السري “الخطافة”وانعكاساتها الوخيمة على حياة الركاب البسطاء تخفي مظاهر الفوضى بتلاوينها المتشابكة لما يصلها من رشاوي نقدية عن طريق وسطاء يتم تسخيرهم لتلك الأدوار وهو ما حال ويحول دون فك اللغز القائم والقيام بالتالي بما يمليه الواجب المهني ليبقى هذا الوباء السرطاني الفتاك من بين المعيقات التي تعرقل المجهودات الرامية لتهيئة الأرضية الحقيقية للتنمية السياحية لهذا وذاك فإن الأمر يستدعي القيام بمقاربة شمولية الغاية منها استثمار ما تزخر به الأوكيمدن من قيمة فريدة كواحدة من أغنى المناطق المحتضنة لثراث ثقافي هام يكمن في نقوشها الصخرية التي تعود لمئات السنين وفي مغاراتها المتميزة ومسالكها الجبلية الساحرة وفي خيراتها المتنوعة ودواويرها الأكثر تماسكا واستقرارا وكلها معطيات جد إيجابية تتطلب من الجهات المسؤولة تطبيق الحكامة السياحية الهادفة لربط كل هذه العناصر والنظر إليها نظرة تكاملية في إطار يقتنع داخلها الجميع بظرورة تعبئة كل الموارد وترسيخها لكي تواصل الأوكايمدن كأيقونة لمغربنا الحبيب إشعاعها وتوهجها بثلجها الناصع البياض ونقوشها وثراثها اللامادي وإنسانها ذي الرصيد العريق الضارب في عمق التاريخ.

Loading...