ونحن على قرابة شهر من رمضان الكريم ..

رشيد ماهر

قامت الصفاء بريس بزيارة مفاجأة وخاطفة لأسرة السيد’ عبدالعزيز بنعبود ’ بإيعاز ومرافقة من الفاعل الجمعوي السيد الكريم : محمد خصال , وكان هذا نتاجها :

حين يتمكن منك الألم ليعصر قلبك وأنت لا تستطيع الإفلات من قبضته .
حين يفتح لك باب منزل إحدى الأسر البائسة في ما يلف أحاسيسها اليومية ’ والبسيطة في معيشتها وحسن استقبالك والترحيب بك وهي لا تخفيك وإن حاولت عجزها عن أن ما تقوم به نحوك من حفاوة الإستقبال لا يناسب ما تهفو وتصبو إليه عندما يحل ببيتهم أي ضيف كان .
حين تتسابق الزوجة مع الزوج والزوج مع الزوجة والأطفال مع بعضهما ووالديهما على الترحيب بك وتمهيد مكان تجلس فيه والفرح والسرور يشع من مقل عيونهم كبريق رحمة ربانية تنزل عليك من السماء من دون حاجز يذكر .
تألمت وأنا ألج منزل عائلة السيد الكريم بالطبع وبحسن الحفاوة والضيافة السيد ’ عبدالعزيز بنعبود وزوجته المصون الكريمة والمحسنة لأسرتها السيدة ’ شعيبية عابدين’ كان ألمي أنني ولجت منزلا به أناس لا أستطيع أن أمكنهم من شيء يخفف آلامهم ومعاناتهم ’ منزلا برغم تواضعه ولطافة أهله ينطوي بين جدرانه على هموم بليغة ومعانات كبيرة لزوجين رزقا بأربعة أبناء هم : محمد – دنيا – أسامة – سعد ’ محمد بكرهم وأكبرهم يشكو آلاما مبرحة بإحدى رجليه ’ أسامة فهو الوحيد المعافى بدنيا ’ أما دنيا المولودة بتاريخ :19/10/1995 م فهي من ذوي الإحتياجات الخاصة وإعاقتها تعيق حركتها ونشاطها وخفة روحها ولطافة مجلسها وكرم ضيافتها وحسن آدابها وأخلاقها وتربيتها ’ بنت جريئة حين يتطلب منها الموقف جرأة ’ وهادئة حين تدعى لذلك ’ تكلمك وكأنها إنسانة خبرت الحياة بكل دروبها ’ تحس في نظراتها بفرح لوجودك بين جدران منزلهم ولو أنها تعلم يقينا انك راحل عنهم وقد تعود وقد لا تعود إطلاقا ’ تبثك هموم طفولتها تتكلم بعفوية ودون تحفظ : أريد أن أكون إنسانة كاملة الإنسانية ’ أريد أن أتعلم صنعة لأعيش منها وأضمن بها مستقبلي المجهول ’ أريد أن أكون أنا كم خلقني ربي لكن بحياة مستقرة غير مهددة لا بالضياع ولا بالتشرد بعد رحيل الوالدين اللذان لم يقصرا في حقي وحق إخوتي ويناضلا معنا من لا شيء ليكون لنا شيء نرجع له عند الجوع ’ عند العراء ’ عند المرض ’ عند الحاجة ’ والدتي كابدت منذ ولادتي إلى الآن ولا زالت ستكابد حتما إلى أن يشاء الله ولا أعلم هل معاناتها ستطول ام أنها قريبة الزوال ’ أخي كما سمعته سيدي لا يريد شيء من هذه الحياة سوى أن يخفف عن والدينا أعباء الحياة والمعيشة القاسية لقصر اليد وقلة الحيلة والبعد عن المدينة والتواجد بدوار الرحامنة أولاد احميدة 02 بعين الگديد – الرحمة بداربوعزة عمالة إقليم النواصر – الدارالبيضاء.
سألت سعد بدوره عن آماله وطموحه فأجابني بقول مختصر مفيد : أنا أقرأ بالقسم الأول إبتدائي’ وأريد أن يكون لي مستقبل كبقية الأطفال ’ إنني أجتهد كي أتمكن من ذلك لكنني لا أستطيع أن ألعب كبقية الأطفال ولا أقوى على السير وعاجز عن عدة أشياء لا يعلمها سوى الله .
إلتفت لجاري الذي كان سببا في تعريفي بهذه الأسرة الكريمة ’ رأيت عيناه تتلألأ بالدموع يحاول جاهدا إخفاء الألم الذي كان يعصر قلبه كما فعل بي نفس الألم ’ أحسست به وكأنه تاه في الدنيا وهو جالس بمكانه لا يلوي على شيء ’ أخذت لهما صور وأخذت معهما صورتين كانتا من أروع أحب الصور التي ألتقطت لي برفقة إنسان لا يقربني بأواصر الدم والقرابة العائلية ’ صور نقشت على قلبي وعقلي وسترافقني إلى قبري بعد هذا العمر .
اكتفيت بطمأنتهم على أن الدنيا لا زالت بخير ’ وعلى أن هناك جنود الله في الأرض كما في السماء وعلى أنني إن عجزت ورفيقي على تخفيف آلامهم ومعاناتهم فهناك من قدره الله على ذلك وما عليهما سوى تزويدي بأرقام هاتفيهما لما لا …؟ فقد أفرح لفرحهما ويخفف عبأ همومي بعد تخفيف عبئهما فكان رقم هاتف – الوالد – السيد عبدالعزيز بنعبود هو : 06.07.07.67 ورقم هاتف زوجته – الوالدة – هو: 06.79.06.15.42
اللهم إني قد بلغت ’ اللهم فاشهد .

Loading...