لقاء بعد زمن البحث عن الذات .

رشيد ماهر

على هامش تغطيتي للأنشطة الفنية المقامة بالجديدة إلتقيت صدفة بصديق الصبى الأستاذ والفنان والمربي : صالح مظيجي ’ من الأطر الفاعلة بالحقل الفني الجديدي والذي عانق الفن منذ نعومة أظافره إلى الآن بشغف إن لم أقل بهوس لا نظير له ’ شخص له مكانته في قلبي وفكري وتاريخي وكذلك لكافة الأصدقاء اللذين تاهوا في عوالم المسرح والفن بمدينة إبن احمد العريقة ’ المدينة المبدعة في صمت .
كنا نفرغ همومنا المسرحية بين أشجار العلوة على مقربة من المستشفى المحلي لأمراض الصدر – السل – كنا نغير الخشبة الأرضية من بين الأشجار إلى فضاء المصلى أو بالقرب من الملعب البلدي لإبن أحمد ’ كان همنا الوحيد هو إفراغ شحنة شحنة ثقافية ملأت قلوبنا بهموم المدينة ’ وحتى ونحن نسعد بأول دار الشباب بالمنطقة والوحيدة أصبحنا وقتها ستعين بأثاث منازلنا وملابس والدينا من أجل تأثيث فضاء سرحي لائق وكان جمهورنا وقتها من الجيران والأقارب والإخوان والأصدقاء ’ جمهور تغص به جنبا القاعة الصغيرة فنعمد عند نجاح أي عرض لأي مسرحية أن ننطلق إلى الفضاء الخارجي بمحطة الحافلات أو أمام فضاء البنك الشعبي لنشكل خشبة نعرض بها جميع العروض المسرحية والموسيقية والبهلوانية وكأننا فرق تحارب العزلة والتهميش ولتكون رسلا يمثلونها خارج دائرة نفوذها مستقبلا وهذا ما كان فعلا . سيأتي يوما للكلام على هذا الزمن الجميل .
إنني الآن تهت في ماض فجر في ذكراه صديقي الغالي والفنان الشامخ الذي يحلو لأطفال الجديدة تسميته ب:” عمي صالح ” انه الرجل التربوي والري للفون في أفئدة الطفولة ’ كيف لا لا يكون أبا روحيا للمواهب الناشئة واللذين هم في عمر أبناءه وفلذات كبده ’ والذين فارق من بينهم ابنه البار والفنان المبدع وقتها المرحوم أيمن مظيجي المزداد بتاريخ : 18/03/1997 بالجديدة والتوفي بها على اثر حاذثة سير تعرض لها بتاريخ :17/04/2012 ’ تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسح جناته وألهم ذويه الصبر السلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .
Loading...