رشيد ماهر
خرجت من بينهم وأنا أراجع نفسي بصفتي أب وولي أمر , أراجع مشهدي للمعلمة وهي تلقن الدرس للأطفال فتساءلت :
– من المسئول عن تدهور التعليم ببلادنا …؟
– من جعلنا على مقربة من أسفل السلم التعليمي العالمي ….؟
– هل المعلم أم المعلمة…؟
– هل الأب أم الأم …؟
– هل الشارع أم الحي…؟
– هل هي المناهج المتبعة في التعليم والتكوين …؟
– من المسئول يا أنا ! من المسئول يا أنت ! من المسئول يا نحن وهم ! ! !!.
إننا في الحقيقة فرطنا في أبناءنا كثيرا بمشاغلنا اليومية عنهم ’ برغبتنا في جمع الأموال لهم ’ في محاولة منا لنجعلهم لا يحتاجون لأحد بعدنا ’’’ هل فعلا نفعل كل ذلك من أجل مستقبل فلذات أكبادنا ؟ أم غرورنا وأنانيتنا ومحاولاتنا اليائسة للنجاح حتى نصبح من من يضعه يده على التراب فيصيره ذهبا ’ وعلى الحصى فتصبح زمردا ولؤلؤ ؟
يا لخيبتي في فشلي الذي أرفض الاعتراف به .
يا لحسرتي في زرع الروح المادية في إبني لأجعل منه أداة مستقبلية لا تعرف سوى لغة المال والأعمال لغة البورصة والأسهم والحسابات البنكية ’ بعيدا عن ما تعنيه الإنسانية وما تعنيه حقوق الطفل…
سؤال يحيرني : هل نحن نحترم رجالات التعليم ونقدر مجهودهم الإنساني والتربوي والروحي؟
هل نشعر أبناءنا بأن المعلم والمعلمة مهاب الجانب ’ أم أننا نتبع أبناءنا كحراس شخصيين قاصدين المدرسة أو الروض أو الإعدادية لنوبخ الأستاذ ونوقف عند حده ونعطيه درسا في كيفية التعامل مع ” ولد الفشوش ” نسأل أبناءنا بعد رجوعهم ن القسم هل أساء إليهم المعلم ولا نسألهم هل أساؤوا إلى المعلمة و المدرسة أو لفرض من زملاءهم .
أليس العيب وكل العيب في أن نسيء الظن برجال التعليم ونساءه وإن يكن أحدهم أو إحداهن قد أساء أو أخطأ أو ارتكب جرما هنا أو هناك .
هل نحن حكام نهائيين لأحكامنا التي لا تقبل استئنافا لا نقضا أو إبراما . تكون أحكامنا نهائية دون أن نمكن المتهم من الدفاع عن نفسه أو حتى بالحماس له بالمثول أمام قفص الاتهام.
هل بفعلنا الطائش ونحن أولياء الأمور سنشجع أطفالنا على احترام معلميهم ؟
مستحيل أن تحافظ على تربية ابنك وتعليمه ومستقبله في غياب احترامك للأستاذ والأستاذة , للمعلم والمعلمة .
مستحيل أن يحظى ابنك بتقدير من زملاءه واحتراما لشخصه وهم يرو في ولي أمره بعبع وفزاعة تخيف المعلمين والمعلمات والمدراء قبل التلاميذ .
لنتقي الله في أساتذة ومعلمي أبناءنا ونبين لهم احترامنا وتقديرنا أما وبحضور أبناءنا على نفس النهج القويم الذي تربينا عليه نحن الآباء مع والدينا رحمهم الله أجمعين .
تحيتي الصادقة لكل رجال التعليم في كل بقاع العالم.