رشيد ماهر:لحظات قبل مغادرة مدينة الجمال الجديدة..

وأنت بمدينة الجديدة تسافر عبر الزمن من خلال جمالية المكان وفساحته , فخلال الأيام التي قضيتها بهذه المدينة الساحلية الجميلة والسياحية الرائدة في إطار مهامي المتعلقة بتغطية جانب من أنشكتها المتواصلة بفضاءاتها الشاسعة تبين لي جليا حنكة الفاعلين الجمعويين بالمدينة من فنانين وحقوقيين ومقفيين وعموم الجمهور الراقي .
وأنت بمدينة الجديدة وكأنك بين أحضان حي عشت فيه ردحا من الزمن وبين اهلك وأحباءك ’ ينسيك فضاءها من عالم أتيت منه أو جهة تنتمي اليها.
أناس الجديدة جددوا بالتحامهم وتآخيهم النظرة العامة للمدن المغربية بحق ’ أناس جديديون ومجددون ’ ترى الأدب والإحترام والتواضع والكرم والتآخي في كل مكان تخالطهم فيه , حتى وانت مع أحدهم فقط تجد نفسك أمام شخص يستحق منك كامل الإحترام والتقدير .
الحقيقة أنني فوجئت بالمستوى الرفيع والراقي الذي وصلت إليه مدينة الجديدة وأهلها وساكنتها عن آخر مرة كنت قد زرتها خلالها ’ والحقيقة أن هذا المستوى يليق بها وبأهلها والعاملين بها وفيها .
جميل ان نرى مدننا المغربية قد وصلت لهذا المستوى من الرقي والوعي ’ لكن هذا يؤكد أيضا أنه على المسؤولين اللذين يسهرو على خدمة هذه المدينة واللذين وإن كانوا سببا فعالا في ذلك أن يولوا بالغ الإهمام بباقي الفئات الإجتماعية حتى تتمكن المدينة من تشغيل طابعها الانفرادي بالتقدم والجمالية الصافية من أي شيء يشين إليها أو يعكر صفو هدوءها وسكينتها .
إن كان السيد عامل اقليم الجديدة يشهد له كل من صادفتهم أو جالستهم بروح المسؤولية التي يتحلى بها وبالعمل الراقي الذي يقوم به وبالتفهم الكبير الذي يوليه للطبقة الفاعلة بالإقليم واللذين يحلوا لبعضهم أن يشير للسيد العامل بصفة فنان ويؤكد على قوله ذلك بعدة مواقف قام بها السيد العامل زادت من جمالية المدينة وباقي الجوانب المكملة له من نواحي الإقليم ويرجعون ذلك لحنكته وتجربته الميدانية وعقليته الكبيرة والناجحة في جميع أمور التسيير والتدبير ’ كما انه يولي للمجتمع المدني عناية فائقة مكنتهم من تخطي الصعاب والسير نحو الإبداع وإظهار المواهب وجلب الأنظار للمدينة من باقي المدن المجاورة وحتى البعيدة مما جعل من مدينة الجديدة قبلة لمن يهوى السياحة والإستجمام والمناظر الجميلة مع العروض الفنية التي لا تخلو أيام الجديدة الصيفية منها فالمعارض والمسارح والفضاءات مفتوحة على مصراعيها لإظهار ما لديها .
كما أن شهادة ساكنة المدينة حول كافة الأمور التسييرية قد شكلت خلية نحل لا يخرج منها إلا ما يزيد المدينة جمالا ورونقا .
أحيي شباب مدينة الجديدة وشيوخها ’ نساء ورجالا من فاعلين سياسيين وإداريين جمعويين وفنانين مثقفين وعاملين في جميع المجالات .
درسا قيما أخذته منهم جميعا لا يمكن أن انساه بسهولة وهو ” ما دمت تحب بلدك ووطنك فأنت قادر على تحقيق المعجزات في جماعة كنت او وحدك “.
وإلى اللقاء إن شاء الله في مناسبات أخرى …. الدارالبيضاء والأحباب بها تناذي .

Loading...