احذروا ما يسيء للراية المغربية.

بقلم : رشيد ماهر

أولى الإجراءات المتعلقة بالعلم الوطني على شكله الحالي بدأت انطلاقا من توقيع السلطان مولاي يوسف على ظهير يتعلق بالراية المغربية في 17 نونبر 1915 جاء فيه : ” نظرا للتقدم الذي أحرزته مملكتنا الشريفة , وباعتبار الشهرة الواسعة التي حققتها , وسعيا لإعطائها رمزا يميزها عن بقية الأمم , وكي لا تختلط الراية التي وضعها أجدادنا مع أعلام أخرى , وعلى الخصوص تلك التي تستعمل في البحرية , قررنا أن نميز رايتها بتزيينها في المركز بخاتم سليمان ذي الرؤوس الخمس بلون أخضر ” انتهى كلام السلطان مولاي يوسف .
وقد كان هذا الظهير الشريف شهادة ميلاد رسمية للراية المغربية كما هي عالية في الآفاق اليوم بحمد الله وبفضله.

وقد عرف المغرب عبر التاريخ حروبا ومواقف صعبة و مشرفة حملت في ضمها الراية المغربية مرفرفة في الأعالي من أول يوم لولادتها إلى الآن وهي تعانق النجوم بفضاء رحب شاهدة على تقدم أمتها , كيف لا وهي الآن تزين القمر الصناعي المغربي محمد السادس الذي أطلق مؤخرا لرصد تراب الأمة وحدودها .
لكن للأسف وما جعلني أتطرق لهذا الموضوع وهو موضوع الراية المغربية هو أنني منذ مدة أحاول التطرق إليه لكنني كنت أتريث ريثما تحين الفرصة ’ وحينما أصبحت أرى الراية المغربية ترفع بشكل مقلوب عالية فوق المؤسسات التعليمية والتكوينية وبالمناسبات الوطنية خلال الإحتفالات بالأعياد والمهرجانات وغيرها, وجدت نفسي مضطرا للتطرق للموضوع على عجالة وذلك لتبيين موطن الخطأ الذي كثر رؤيتي له مما لم يعد معه مجالا للسكوت عنه وهو كالتالي:
منذ القدم كان يعمد البعض لقلب العلم كدلالة على معاداة الدولة التي يرمز العلم لكيانها كما يقع حاليا ومنذ زمن بالولايات المتحدة الأمريكية حيث تقوم الكنيسة ” ويست بورو ” بقلب العلم الأمريكي ووضعه معقوفا أي معكوسا على بناياتها وأبراجها , وذلك تعبيرا صريحا منها على رفضها للسياسة الأمريكية وانتقادها للنظام الأمريكي الذي يسمح بالمثلية خاصة وأنه معروفا على هذه الكنيسة عداءها المطلق للمثلية والمثليين في العالم.
كما كان العلم والراية في الماضي وخلال الحروب التي خاضتها بعض الدول كان قلب الراية يعني عند المتحاربين , الآتي بيانه :
عند البحرية : أن السفينة باتت تحت سيطرة العدو أو القراصنة .
عند المدن الحدودية : أن مدينتهم أصبحت تحت سيرة العدو أو أنها أصيبت بالكوليرا أو أي مرض آخر معدي أو أنها تتعرض للحصار أو المجاعة أو أي شيء آخر غير اعتيادي بتلك الدولة.
عند المعارك : أن الجيش يتقهقر تحت ضربات العدو المتتالية وأنهم يحتاجون للدعم الفوري .
في السجون : أن السجن الذي ترفرف الراية فوقه قد تعرض لتمرد السجناء وقد سبقت هذه الحالة بإحدى السجون الأمريكية وهناك شريط سينمائي يروي القصة كاملة .
والغريب في الأمر أننا أصبحنا اليوم نرى أمام سكوت الكثيرين راية وطننا مقلوبة وأحيانا ممزقة الأطراف ترفع عالية فوق المؤسسات التعليمية وفوق بعض الإدارات عدى الإدارات التي لها طابع عسكري ( فالعسكري لا يمكن أن يخطئ رفع العلم لما تعلمه حوله ) .
كيف يعقل أن نجعل أبناءنا يرفعون راية وطنهم بشكل مقلوب ونسكت عن ذلك , ففي سكوتنا ستستفحل الأمور ويصبح الأمر عاديا عند الغالبية مما لا تعود فيه أي مراعاة لوضع الراية .
بهذا وجب التنبيه لجميع المدراء والأساتذة والفاعلين في كل المجالات خاصة المجال الجمعوي وذلك حرصا على الوضع الصحيح للراية المغربية وجعلنا نراها كما هي فوق المؤسسات بمختلفها وأثناء المهرجانات والاحتفالات . فانتبهوا أصلحكم الله .

Loading...