نقذ ذاتي :
بقلم : محمد تويمي بنجلون.” فاس”
ليس عيبا أن نخطئ … لكن العيب هو الإستمرار في الخطأ …
ليس عيبا أن نعصى … لكن العيب هو ألا نتوب …
ليس عيبا أن نتخبط في حياتنا في أمواج عاتيات منها ما يعلو بنا إلى أسمى المراتب و أحيانا يغرقنا في براتين أسفل الحضيض … لكن العيب هو ألا نقف وقفة تأمل لكل الماضي بسلبياته و إيجابياته … بكل محاسنه و مساوئه … بكل جميله و عيوبه … وقغة نقذ ذاتي مع أنفسنا … نحاسبها و تحاسبنا … ما أخطأنا فيه و ما فيه قد أصبنا … لبناء غد أفضل من اليوم … لتجاوز سلبياتنا و تحويلها إلى إيجابيات … إن من لا يستخلص العبر من دروس الماضي إنسان مخدر … مخدر بتيار الحياة الجارف …
شخصيا لا أدعي المثالية حين أتكلم عن موضوع معين أو أنتقذ ظاهرة معينة … فالمثالية للله وحده سبحانه و تعالى عما يصفون … ربما لو كنت مكان ذاك الشخص لإرتكبت أفضع منه … لكني أتحدث عن الصورة التي أريدها لنفسي و لوطني … المستقبل الجميل الذي أريد أن تعيش فيه أجيالنا القادمة …
آه لو مع كل رأس شهر أو حتى رأس كل سنة نتخلى عن كل عنثرياتنا و نرجسيتنا و أوهامنا أننا وحدنا من نمتلك الحقيقة … أننا وحدنا من نفهم كل شيء و الآخرون جاهلون … أننا وحدنا المصيبون و كل الآخرين خاطؤون … و نقف وقفة تأمل و نقذ ذاتي لأنفسنا … حتما ، لراجعنا الكثير من أوراقنا و لتخلينا عن الكثير منها … و حتما ، لَحَسَّنَا كثيرا من سلوكياتنا … و تحسين سلوكياتنا حتما سوف ينعكس على تحسين سلوكيات مجتمعنا …
أشكرك سيدتي ” كورونا ” لأنك رغم كل مآسيك و أحزانك ، من حسناتك أنك قد أوقفت الزمن قليلا و أتحت لي كل هذا الوقت لأتأمل نفسي و سلوكياتي و أَخْلُدَ لهاته اللحظة الحاسمة في حياتي … لحظة النقذ الذاتي …
فاس في : 17/08/2020