رؤساء الجماعات : العين بصيرة واليد قصيرة ..
بقلم : مصطفى بومزكور
الجماعات الترابية ثلاث الجماعات والعمالات أو الأقاليم ثم الجهات ،لكن دهن المواطن العادي يسلط كل حاجاته العمومية والغير العمومية إلى الجماعة،لأن الجماعة هي الوحيدة والقريبة من سكناه ,إن تعداها يتحدث عن القيادة أي مكان أو إدارة القائد.
إدارتان يقصدهما المواطن البسيط خصوصا في القرى، يرتبط كل حاجياته بهذه الإدارة “الجماعة والقيادة”.
الجماعة الترابية تبدو بسيطة في أذهان الجميع لكن اختصاصاتها كبيرة جدا و ليس باستطاعتها سد كل حاجات المواطن أينما كان مدخولها في المغرب .
المواطن القروي البسيط في اجتماعه العادي داخل الدوار أو القرية أو خارجه يتحدث فقط عن المرشح أي المنتخب الذي صوت عليه الدوار أثناء الانتخابات الجماعية و الجهوية ،ولا يعرف أن ذلك العضو أو المرشح بصدفة وضع في المعارضة، والمعارضة تعني أن الدائرة الإنتخابية التي ينتمي إليها مرشح المعارضة ستخضع للانتقام مدة انتداب المجلس الجماعي أو ولاية جماعية والتي تفوق ولاية البرلمان ست “سنوات” ، بمعنى آخر طائفة المنتخبون الذين لا تحسب له الأغلبية تواجده داخل المجلس،رغم كل تدخلاته وانتفاضاته وعدم التصويت على الميزانية أو حتى إن صوت لها، فقط المجلس مسبقا يعلم بأن الميزانية في يد الأغلبية ولا مجال للحديث مع ناس المعاارضة هذا هو العرف في غالب المجالس الجماعية.
من خلال ما سبق يبدو ما سبق بديهيا،لكن ما ليس بديهيا هو الميزانية الهزيلة التي تبرمج لهذه الجماعات والتي لا تكفي في غالب الأحيان إلى موظفيها،كيف يمكن لمدبر الشأن العام أن يوفركل حاجات المواطنين علما أن الجماعات مرتبطة ببرمجة الأساسيات قصد استمرارية المرفق العام من دونه نكيف يمكن لرؤساء الجماعات سد خصاص الذي يريده ويطلبه المواطن من الجماعة؟..
الجماعة في اختصاصاتها حسب القانون التنظيمي “113.14” محصورة لا يمكن تمديد صلاحيتها إلى شيء آخر غير ما أدرج لها في القانون؟.لكن المواطن لا يدرك ذلك، فيردد هذا المجلس لن يفعل شيئا لم يصلح شيئا مما كان متوقعا؟ ولا يبالي بالمجالس الأخرى كالجهة ولا حتى الوزارات ، فقط يعرف الجماعة القريبة منه ولا يعرف فشل الحكومة من نجاحها،فإن فشل مجلس جماعته فشل الكل.
ولجعل هذا المرفق العمومي فوق التطلعات وفوق أداء مهامه على الشكل المطلوب، وما يتوخى منه المواطن المغربي البسيط هو جعل الجماعة أحد الركائز الأساسية لتحقيق طموحه لكن بمفهوم جديد والذي هو الذي يتصوره المواطن البسيط ، وليس بالمفهوم الحالي البعيد كل البعد عن التنمية ، لأن في نظري برمجة الفائض في جل الجماعات هزيل جدا والمتطلبات كثيرة لا حدود لها داخل المجال النائي،فماذا سيفعل رئيس الجماعة عندما يقصده الجميع داخل الرقعة الجغرافية الذي ينتمي إليها؟ سوى الكذب عليهم ووعدهم بما ليس في استطاعه، ويقول في نفسه العين بصيرة واليد قصيرة ..ورئيس الجماعة الذي يحضر كل يوم يستقبل مئات المواطنين ويوزع مئات الوعود ولا ينفذ إلا بما للجماعة من استطاعة.